كلما امتد بنا العمر كلما اتسع شريط ذكرياتنا وكلما اتسع هذا الشريط أضفنا له المزيد
ا من الذكريات
لحظات سابقة عشناها قد نكون مدركين أو غير مدركين لها لكنها مخزونة لدينا متى استنفرناها حضرت قد تتأخر علينا بالحضور وقد تأتينا مسرعة قد تكون مؤلمة ومريرة وقد تكون جميلة قد نكون مواقف غير واعين لها حين حدثت فتضحكنا وقد تجعلنا نسخر من أنفسنا كيف فاتنا إدراكها في حينها .
من منا لاتقفز إلى مخيلته في اليوم عشرات الذكريات لأحداث مضت.. السعيدة منها والحزينة ..
قد تثيرها كلمة ما أو مشهد ما أو حدث معين ..
ومن البديهي أن ذكريات الانسان تزداد كلما تقدم به العمر .. فمن جهة تكثر الأحداث التي مر بها ..
ومن جهة أخرى يزداد التفاته إلى الوراء ..
بعد أن تمر المرحلة التي لاينظر فيها إلى الأمام ..
وفي أواخر حياته عندما يتقاعد عن كل شيء لا يتبقى له إلا بحر الذكريات يغوص فيه معظم وقته ..
وكم نسمع عن أشخاص مصطلح( اعتزل الدنيا وعاش وسط ذكرياته) ...
واذا تحدثنا بلغة الرياضيات يمكننا تمثيل العمر بقطعة مستقيمة والذكريات نقطة تتحرك على هذه القطعة .. ففي نقطة البداية وهي لحظة ولادة الانسان يكون العمر 100% بينما الذكريات0 وكلما تحركت النقطة للأمام تنقص فترة العمر وتزداد مسافة الذكريات حتى تصل النقطة إلى آخر القطعة المستقيمة معلنة انتهاء الحياة
وبقاء شريط من الذكريات _بفرض سارت الحياة بالوضع الطبيعي
فـ هل ياترى الذكريات نعمة تؤنس الانسان في لحظات وحدته.. تخطفه من عالمه وتهيم به في عوالم خلت ..أم أنها نقمة تنذره بعدد السنين التي انتهت من عمره ...