]عندما شرعت برحلتي في بحور الكلمات أطلقت شراع سفينتي تسوقه الرياح بلا وجهة أو هدف .. مجرد الشعور بخوض التجربه كان متعه لا يعادلها متعه.. فأخذتني الأمواج للكثير من العوالم الجديده فلم يكن صعبا أن أتذوق مما يتذوق أهلها وأنهل من مما يتناقله أهل تلك العوالم .. فلا ضير من خوض التجارب ولكن الأهم أن تحكم عقلك فتنتقي الأنسب .. مهما كانت طبيعة تلك التجارب الحياتيه فلها أثرها الذي يبقى معك منها ما يفيدك و منها ما يسعدك ومنها ما يحزنك ومنها ما لا تطيق فراقه وبالنهايه يتكون لديك حسا جديدا وغريبا هو الخبره وهو جوهر الموضوع ولب وخلاصة تلك التجارب الحياتيه.
عودا على رحلتي.. بعد أن أجد أنني قد نهلت وتذوقت مايكفي مما لا يسمح لي بالتوقف أكثر أجد أن شراعي يستسلم للرياح مجددا إلى أرضا جديده بشعبها وخيراتها فأقضي فيها أياما شهورا سنينا وهكذا.
الهدف من هذه المقدمه الغريبه هو أنه خلال تلك الرحلات والمغامرات كنت بكل حب و و ود أشارك بما تجود به نفسي عبر كلماتي و حروفي فأجد أن هناك من يعجبه نبضي و يستسيغ ما أكتب فيثري خربشاتي بحوار جميل وهادف .. لم يكن المهم هو إعجاب الغير بما أكتب ولكن المهم أن تستفيد من رؤية و خبرة الآخر وهذا كان هدفي الأساس في قراري بمشاركة الآخرين .. فالإعجاب قد يكون مجاملة ولكن الحوار يفتح عينيك على آفاق جديده.
ولكن قررت أن أحرق شراع سفينتي وأن أحطم أخشابها وذلك كان في مساء هادئ عندما وجدت أن هناك من ضعاف النفوس من يغتصب بنات أفكاري ويدعي أنها وليده فكره التافه (كان هذا شعوري لحظتها) وقتها سئمت القلم وهجرت الحروف و قررت ان لا رجوع.
ولكن بعد كل فورة حس تأتي نسائم العقل الهادئه فتكشف عنك غمامة الهم السوداء فالله سبحانه وتعالى لم يوجد شر محض. فلولا تلك التجارب والمشاركات لما تتطور حس القلم و لولا تلك الحوارات الجميله لما تألق الفكر وإستنار كان ذلك هو الهدف فلما الغضب.
تكوّن لدي يقين أن من ينقل عنك فأنت ملكته واستحوذت عليه ثم إن لا ضير من النقل عنك .. صحيح أن الأجمل أن ينسب لك ما بنيت ولكن مهما كان ذلك المغتصب فلن يستطيع أن يبني ولن يرتقي يوما إلى مستواك فلما لا أكون كالبحر أحمل السفن وأسير بها و جوفي ملئ بكل ما يبتغيه البشر فمهما كان جمال و عظمة تلك السفن فهي لا شئ من دوني بل ستبقى كتل مهجورة في صحراء قاحله تجرحها رياح الدهر الصارخه وتلهبها شمس حارقه ..
كوني من أبناء هذه المدينة الرائعه قررت أن لا أكتب إلا هنا و هنا فقط لمن أحب ولمن أنتمي فغرست مرساة سفينتي الجديده هنا في منتداكم العامر وأحرقت الشراع حتى لا أرتحل مجددا فلا رحيل بعد اليوم.
فأرجوا من الله سبحانه وتعالى أن أكون عضوا فعالا ..
مع خالص محبتي[/b][/b]