يسلك المشتاق كل الدروب والسبل للوصول إلى من أحب . .
لا يلتفت إلى بعد الطريق أو وحشته وظلمته . .
لا يعبأ بالشوك يدمي قدمه السائرة عليه . .
يبكي قلبه شوقا إلى اللقاء . .
الكل من حاله متعجب . .
من ذا يكون محبوبه . . ! !
إنه المشتاق إلى ربه إلى العظيم الحي القيوم الذي لا ينام . .
الرحمن الرحيم . .
المتكبر المتعال . .
ذو الجلال والإكرام . .
فعند عتبات عبوديته تسجد الجباه وتركع القلوب . .
وتقف الأقدام ذليلة منكسرة ترجو رحمته وغفرانه . .
يطرق أبواب الليل قائما بالصلاة وللآيات تاليا وذاكرا . .
وأظمأ الجسد والروح روّاها بفعل الصالحات . .
يريد صفحا يريد طهرا من الذنوب و المعايب . .
فسمع الله أنين المشتاق
إليه وحنينه فأكرمه بآياته قائلا جل جلاله في سورة الكهف :
( فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ
فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا "
الرحيل :يحكى عن بعض العارفين أنه قال :
دخلت على الله من أبواب الطاعات كلها ، فما دخلت من باب ،
إلا رأيت عليه الزحام ، فلم أتمكن من الدخول ،
حتى جئت باب الذل والافتقار ، فإذا هو أقرب باب إليه وأوسعه ،
ولا مزاحم فيه ولا معوق ، فما هو إلا أن وضعت قدمي في عتبته ،
فإذا هو سبحانه قد أخذ بيدي وأدخلني عليه .